عرّص يعرص تعريصا فهو معرِّص و معرَّصا
مقدمة :-
لكل شئ فى هذه الدنيا أصول .. ولكل علم فنون ونظم تمهد السبيل أمام الإنسان لمعرفة كنه هذا العلم وطبيعته .. ولأن ”التعريص” انتشر بطريقة كبيرة جداً فى الأوساط الصحافية والفكرية والعلمية و وسائل الإعلام ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) فقد ارتأيت أن أضع ملخصاً، يُيسر على الباحث فى علم التعريص ما يُريد أن يعرفه عن ذلك العلم الخطير والذى نقترح أن تؤسس جامعة دولية باسمه لتخريج أساتذة التعريص ، ولينهل طلاب التعريص من علم ” التعريصولوجى ” حتى يتمكنوا من ممارسة التعريص بشكل صحيح و نحن فى مستهل عمل المعهد المصرى للتعريصولوجى ستاديس كان ولابد ان نبحث عن اصل كلمة التعريص و كيف تحورت لتصبح خير كلمة تصف التصرفات القبيحة التى يمارسها الشخص عندما يكون لديه سلطة أو أداة يمكن أن يستخدمها في سبيل تحقيق مصالحه الدنيئة
كلمة تعريص ليست كلمة قبيحة فى اصلها مثلما يتصور الاغلبية كمعظم مفردات “المعجم الوجيز للالفاظ الاباحية” بل هى كلمات عادية دارجة اصطلح على انها مفردات قبيحة و تم وصمها بتلك السمة للابد
كلمة تعريص كلمة عامية ليس لها أصول عربية و تعنى فى اللغة المصرية الدارجة “الطبطبة على شىء معين” و تستعملها النسوة فى صعيد مصر كثيرا بدون علمهم انه تم ادراجها كلفظ قبيح فكثيرا ما تستخدم من قبل النسوة اللاواتى يخبزن العيش “الشمسى” فتجد الواحدة منهن “تعرص” على العيش اى (تطبطب) عليه بحنية مستخدمة الردة لاعطائه الشكل المستدير اما فى بلاد شمال غرب افريقيا مثل تونس فانهم يستخدمون نفس اللفظ سمعيا لكنه يختلف فى الكتابة و فى المعنى ففى تونس مثلا يستعمل لفظ “معرس” بالسين بدلا من الصاد بمعنى “عريس” فتجدهم يسالونك ان لاحظوا دبلة فى يدك ليمنى ” انت معرس؟”
اما فى مصر فاصطلح استخدام لفظ “تعريص” كمصطلح جنسى يدل على الاستمتاع بجسد الشريك الجنسى باستخدام اليد و من هنا اصبح لفظ “معرص” يطلق على من يقع عليه “التعريص” اى المفعول به اى من يستمتع بكونه مفعول به جنسيا
اما المعنى الاشهر للتعريص فقد جرت العادة اطلاق هذا اللفظ على عدة صفات تميز المصريين مثل الجُبن ونفاق الأقوى، وقهر الأضعف، وحب الاستقرار حتى لو على حساب المستقبل، والتخاذل عن نصرة المظلوم بل ومهاجمته ولومه، والتماس العذر دائمًا للظالم ” وغيرها من الصفات الشبيهة يمكن تلخيصها بلفظة مصرية عبقرية وهي “التعريص”
امثلة للمعرصين :
رجال الدين هم الفئة الاكثر تعريصاً على الاطلاق فالمفترض بهم التقوى و الامانة و الثبوت على المواقف لاجل الحق يليهم فى المنافسة على اللقب رجال السياسة لكن يغفر لهم بعض الشىء اض انه من المفترض ان السياسة لعبة قذرة و النفاق و التعريص احد مبادئها و اهم دعائمها لذا كانت الدعوة لعدم خلط الدين مع السياسة حفظا على صورة الدين ثم انتقلت العدوى الى عموم الشعب المصرى الذى اصبح يمارس التعريص اكثر من ممارسة عملية التنفس و هكذا صار مصطلح التعريص اهم المصطلحات على ارص الواقع المعاش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق